-A +A
صالح بن خميس الزهراني
ونحن نودع الأفواج الأخيرة من المعتمرين لهذا العام بعد أن قضوا أمتع الأوقات الروحانية وهم ينعمون بنعم كثيرة تجاوزت الأكل والشرب وسهولة النقل والتنقل، والرعاية الصحية.. و.. و.. إلى نعمة الأمن والأمان الذي عاشوه وكانوا به فرحين. وإذا ما استعرضنا ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين للحجاج والزوار والمعتمرين، منذ أن يصلوا إلى منافذ هذه البلاد حتى يغادروها، فإن هذه المساحة لن تكفي إيجازا.
ولعله من المناسب في هذا الموضوع أن نلقي الضوء على الجهود المبذولة من رجال قوة أمن المسجد الحرم لراحة قاصدي بيت الله.. خاصة إذا ركزنا على الأسلوب الأمثل في التعامل مع تلك الحشود أثناء دخولها أو عند خروجها من الحرم الشريف في انسيابية راعت كبار السن وأصحاب الحاجات، هذا بخلاف عربات السعي المجانية منها أو المرخصة. ثم منع حجز وتأجير بعض الأماكن داخل البيت الحرام، أو كان في تنظيم الحركة على المشايات، وكذلك الطرقات المؤدية إلى الحرم الشريف؛ مما أسهم في تدني نسبة النشل عن الأعوام الماضية. كذلك الحال فيما يقدم من أهل الخير داخل المسجد الحرام والساحات من سقاية ورفادة فإن ذلك أمر آخر قد يعجز عنه وصف الواصف من حيث حسن التنظيم وإشراف القوة عليه بشكل لم يخل بصفوف المصلين أو يعوق حركتهم.
ما يجب أن يدركه أي منا أن إدارة تلك الحشود البشرية، التي قارب عددها الخمسة ملايين معتمر هذا العام بمهنية عالية، أكبر دليل على استشعار شرف الخدمة والمسؤولية، ومهارة التعامل مع أي موقف وفي أية لحظة. فقد أدهشوا هذه الحشود بأسلوبهم الراقي وتعاملهم الحسن أثناء دخولهم وخروجهم من المسجد الحرام في انسياب من غير رفع صوت أو سحب الشخص من لباسه أو التلفظ بكلام ناب مع ذلك العدد، وربما ضعفهم أو أكثر من المقيمين والمواطنين.
وإذا كان من شكر لمن يقدم خدمة في الحرمين الشريفين، فإن الفضل يجب أن يعاد إلى أهله: سمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية بما وفر من تقنية عالية الدقة، وإمكانيات بشرية مؤهلة، ولمدير الأمن العام وأركاناته على حسن اختيار الكفاءة المؤهلة في تسنم هرم قوة أمن الحرم الشريف.


salehkz@hotmail.com